قد تكون ابتسامتكِ مثالية، وملامح وجهكِ متناسقة، لكن تلك الزاوية الصغيرة تحت الذقن أحيانًا تخفي كل هذا الجمال خلف ظلال من الدهون الزائدة. ومع أن الحمية والرياضة قد تُحسّنان المظهر العام، إلا أن هذه المنطقة تُعدّ من أكثر المناطق مقاومة لحرق الدهون. لهذا، أصبح شفط دهون اللغلوغ أحد الإجراءات التجميلية الدقيقة التي تمنح نتائج ملموسة وسريعة، من خلال إزالة الدهون الزائدة وإعادة رسم ملامح الذقن والرقبة بانسيابية طبيعية.

كيف تتم عملية شفط اللغلوغ؟

تُجرى عملية شفط دهون اللغلوغ عبر مجموعة من الخطوات الدقيقة التي تضمن نتائج طبيعية وآمنة، وتُنفّذ عادةً خلال 30 إلى 60 دقيقة، دون الحاجة للمبيت في المستشفى. إليكِ المراحل بشكل تفصيلي:

1. التحضير وتحديد المنطقة: يبدأ الجراح بتحديد خطوط منطقة الذقن والرقبة بالقلم الجراحي لتوضيح أماكن تراكم الدهون ومسار الشفط المطلوب، مما يساعد على رسم ملامح دقيقة ومتناسقة بعد الإجراء.

2. التخدير: يُستخدم عادةً التخدير الموضعي مع مهدّئ خفيف لتخفيف أي انزعاج، وفي بعض الحالات يُستخدم التخدير العام بحسب رغبة المريضة وطبيعة الحالة، مما يضمن الراحة الكاملة أثناء العملية.

3. عمل الشقوق الدقيقة: يُحدث الطبيب شقوقًا صغيرة جدًا (حوالي 1 سم) في أماكن غير ظاهرة مثل أسفل الذقن أو خلف الأذن، ليُدخل عبرها أداة الشفط الرفيعة (الكانولا).

4. تفكيك الدهون وشفطها: يُحرّك الطبيب الكانيولا بلطف داخل المنطقة لتفكيك الخلايا الدهنية، ثم تُسحب الدهون المذابة بواسطة جهاز شفط خاص. وفي بعض الحالات، يُستخدم الطبيب سائل يساعد على تفكيك الدهون وتقليل النزيف.

كما يمكن أن تُدمج العملية مع تقنيات الطاقة مثل الليزر أو الموجات فوق الصوتية (VASER) لتحفيز شد الجلد وتحسين النتائج النهائية.

5. إغلاق الشقوق ووضع الضمادات: بعد الانتهاء من الشفط، تُغلق الفتحات الصغيرة بخيوط دقيقة أو تُترك لتلتئم تلقائيًا، ثم يُوضع رباط ضاغط أو حزام خاص للذقن لتقليل التورم ودعم شكل الذقن الجديد.

تُعد العملية من الإجراءات البسيطة والسريعة، ويمكن للمريضة العودة إلى أنشطتها الخفيفة خلال أيام قليلة.

متى تظهر النتيجة النهائية شفط دهون اللغلوغ؟

تبدأ ملامح النتيجة بالظهور خلال الأسبوع الأول بعد الإجراء، إذ يُلاحظ تحسّن واضح في شكل الذقن وتناسق الفكّ. ومع ذلك، تبقى النتيجة في هذه المرحلة أولية بسبب التورم الطبيعي الذي يتبع العملية.

خلال 4 إلى 6 أسابيع، يزول معظم التورم تدريجيًا، وتصبح ملامح الفكّ والرقبة أكثر تحديدًا ووضوحًا.

أما النتيجة النهائية فتتطور على مدى 3 أشهر تقريبًا، حيث يستمر الجلد في الشدّ الطبيعي بفضل تحفيز الكولاجين، لتظهر ملامح الوجه في أبهى صورة. 

هل تعود دهون اللغلوغ؟

لا تعود الدهون عادةً بعد الانتهاء من الإجراء، لأن الخلايا الدهنية التي تُزال أثناء العملية تُزال بشكل دائم، ولا تتجدّد. ومع ذلك، تبقى بعض الخلايا الدهنية الصغيرة في المنطقة، وهي قادرة على التمدد في حال اكتساب وزن زائد بعد العملية، ما قد يؤدي إلى ظهور امتلاء بسيط من جديد.

من المهم أيضًا معرفة أن تقدّم العمر وارتخاء الجلد الطبيعي قد يغيّران مظهر الذقن مع الوقت، حتى دون عودة الدهون، لذلك يُنصح أحيانًا بإجراء جلسات شدّ للبشرة بعد الشفط للحفاظ على الملامح المحدّدة لفترة أطول.

ما تكلفة شفط اللغلوغ؟

تتراوح تكلفة شفط دهون اللغلوغ في العيادات عادةً حوالي 10,000 ريال سعودي تقريبًا، لكن هذا الرقم يُعد تقديريًا وليس ثابتًا، إذ يختلف من حالة لأخرى تبعًا لعدة عوامل، منها:

• خبرة الجراح والتقنيات المستخدمة.
• مدى تراكم الدهون وحاجة الحالة إلى شدّ إضافي للجلد.
• مكان العيادة ومستوى التجهيز والخدمات المرافقة.

لذلك يُنصح دائمًا بمقابلة الطبيب لتقييم الحالة بدقة وتحديد التكلفة النهائية، لأن النتائج الآمنة والطبيعية لا تُقاس بالسعر وحده، بل بخبرة الفريق الطبي وجودة الرعاية قبل وبعد الإجراء.

أحيانًا لا نحتاج إلى تغيير كبير لنشعر بالرضا، بل إلى تفصيلة صغيرة تعيد لنا انسجام الملامح وثقتنا بأنفسنا. شفط دهون اللغلوغ ليس مجرد إجراء تجميلي، بل هو لمسة خفيفة تُعيد التوازن بين ما نراه في المرآة وما نشعر به في داخلنا.

فحين تنظرين إلى وجهكِ وتجدين ملامحكِ أكثر وضوحًا وصفاءً، تدركين أن الجمال لم يُخلق ليُغيّرنا، بل ليُعيدنا إلى نسختنا الأجمل والأصدق. 

لا تترددي في استشارة أطباء عيادة كلاريتي حول أي من التفاصيل المذكورة، فالمقال يقدم توجيهات طبية عامة، بينما قد يوصي الطبيب بخطوات إضافية أو مختلفة بما يتناسب مع حالتكِ الفردية للحصول على أفضل نتيجة ممكنة.