تحويل مسار المعدة: الفوائد والمخاطر بالتفصيل

تحويل مسار المعدة: الفوائد والمخاطر بالتفصيل

19-10-2025

41

تحويل مسار المعدة: الفوائد والمخاطر بالتفصيل

أحياناً لا تكون السمنة مجرد وزن زائد، بل طريق مليء بالإحباط والتعب الجسدي والنفسي. وهنا يأتي تحويل مسار المعدة ليكون أكثر من مجرد عملية جراحية؛ إنه نقطة تحوّل حقيقية تغيّر مساركِ من دائرة الحميات المتكررة إلى طريق جديد مليء بالأمل والإنجاز.

فكما يغيّر الجراح مسار الطعام داخل جهازكِ الهضمي، يفتح لكِ هذا الإجراء مساراً آخر في حياتكِ، مساراً يمنحكِ فرصة لاستعادة صحتكِ، وثقتكِ، وقدرتكِ على المضي قدماً بخفة ونشاط.

كيف تتم عملية تحويل مسار المعدة؟

تُعد عملية تحويل مسار المعدة من جراحات السمنة التي تهدف إلى تقليل كمية الطعام التي يمكن تناولها، بالإضافة إلى تقليل امتصاص السعرات الحرارية والدهون من الأمعاء. وتُجرى غالبًا بالمنظار (Laparoscopy) عبر عدة فتحات صغيرة في البطن.

 

تُجرى عملية تحويل المسار عبر عدة خطوات أساسية، والتي تتمثل في:

  1. تصغير حجم المعدة: يُقسَّم الجزء العلوي من المعدة باستخدام دبابيس جراحية ليُنشأ جيب صغير جداً، حوالي حجم حبة جوز أو بيضة صغيرة. 

هذا الجيب هو الذي سيستقبل الطعام بعد العملية ويسع تقريباً 28 غرام من الطعام فقط، بينما يبقى باقي المعدة في مكانه دون أن يُزال، لكنه لا يستقبل الطعام بعد الآن، مما يجعل المريضة تشعر بالشبع بعد كمية قليلة جداً من الطعام.
 

  1. تحويل مسار الأمعاء الدقيقة: تُقص الأمعاء الدقيقة على بُعد عدة أقدام من بدايتها، ثم يُوصل الجزء السفلي منها مباشرة بالجيب الجديد الصغير. بهذا الشكل، ينتقل الطعام من المعدة الصغيرة إلى الأمعاء السفلية متجاوزًا المعدة الأصلية والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، حيث تُمتص عادةً معظم السعرات والدهون.

يُعاد توصيل الجزء العلوي من الأمعاء (المتصلة بالكبد والبنكرياس والمعدة الأصلية) مع الجزء السفلي من الأمعاء، بحيث تصب العصارات الهضمية في المسار الجديد وتختلط بالطعام في نقطة أبعد داخل الأمعاء.

بهذه الطريقة، يصبح الجهاز الهضمي أشبه بحرف Y: الفرع الأول ينقل الطعام من المعدة الجديدة، أما الفرع الثاني ينقل العصارات الهاضمة. يلتقي الفرعان في مجرى واحد، ما يسمح باستمرار عملية الهضم، لكن مع امتصاص أقل للسعرات والدهون.

  1. مدة العملية ومرحلة التعافي: تستغرق العملية عادةً من ساعتين إلى أربع ساعات، وتبقى المريضة في المستشفى ما بين 2 إلى 3 أيام في المتوسط.

خلال فترة التعافي، يعود إدخال الطعام بشكل تدريجي حتى يتأقلم الجهاز الهضمي مع الوضع الجديد:

  • المرحلة الأولى: تناول السوائل الشفافة فقط لمدة 3 أسابيع، مثل الماء، والمرق، والمشروبات الخالية من السكر.
     
  • المرحلة الثانية: الانتقال إلى الأطعمة المهروسة أو اللينة لمدة 4 أسابيع، مثل الخضار المسلوقة والمهروسة أو الزبادي قليل الدسم.
     
  • المرحلة الثالثة: البدء بالعودة التدريجية إلى الأطعمة الصلبة بعد 7–10 أسابيع، مع مراعاة الكميات الصغيرة والمضغ الجيد.

 

ما الفوائد الصحية لتحويل مسار المعدة؟

تُعد عملية تحويل مسار المعدة من أقدم وأشهر جراحات السمنة، وقد خضعت لدراسات طويلة المدى أثبتت فعاليتها وأمانها. وهي من أكثر الإجراءات التي حققت نجاحاً مستمراً في فقدان الوزن على المدى البعيد، حيث أظهرت المتابعات أن المرضى يحافظون على نتائجهم حتى بعد سنوات عديدة من العملية.

تشمل أبرز فوائد العملية ما يلي:

  • فقدان ما يقارب 70–80% من الوزن الزائد بشكل تدريجي ومستمر.
     
  • تحسّن من العديد من المشكلات الصحية المرتبطة بالسمنة، مثل داء السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وتوقف التنفس أثناء النوم، وكثير من المرضى يتمكنون من تقليل أو حتى التوقف عن استخدام بعض الأدوية الخاصة بهذه الأمراض بعد العملية.
     
  • إجراؤها بالمنظار (الجراحة بالفتحات الصغيرة) يُقلل من مدة البقاء في المستشفى ويُسرّع التعافي.

 

ما مضاعفات عملية تحويل مسار المعدة؟

مثل أي عملية جراحية كبرى، قد ترافق تحويل مسار المعدة بعض المخاطر، لكنها لا تحدث لجميع المرضى، وغالباً ما يمكن التعامل معها مبكراً في حال ظهورها. المهم أن تعرفي أن الفريق الطبي يتابعكِ عن قرب لتقليل هذه الاحتمالات قدر الإمكان.

تشمل المضاعفات والمخاطر المحتملة ما يلي:

  • التفاعل مع أدوية التخدير (حالات نادرة).
  • التهابات في مكان الجرح أو التهابات أخرى بسيطة يمكن علاجها.
  • متلازمة الإفراغ السريع أو الإغراق (Dumping Syndrome)، والتي قد تسبب دواراً أو إسهالاً عند تناول أطعمة غنية بالسكريات أو النشويات، ويمكن التحكم فيها بتنظيم النظام الغذائي.
  • التهابات أو قرح بالمعدة، أو إحساس بالحرقة (ارتجاع).
  • تشكل حصوات مرارية نتيجة فقدان الوزن السريع.
  • سوء تغذية أو نقص في المغذيات الأساسية، نتيجة قلة الامتصاص، ولهذا يصف الطبيب مكملات غذائية وقائية مدى الحياة.
  • القيء إذا تناولت المريضة كمية أكبر من سعة المعدة الصغيرة.

 تذكّري أن هذه المضاعفات ليست مؤكدة الحدوث، ومعظم السيدات يمرون بالعملية بسلام ويستفدن من نتائجها على الوزن والصحة. المتابعة مع الجراح وأخصائي التغذية بعد العملية تساعدكِ على تقليل هذه الاحتمالات والحفاظ على صحتكِ بأفضل صورة.

هل أحتاج مكملات بعد العملية؟

بعد تحويل مسار المعدة تصبح المكملات جزءًا أساسيًا من حياتكِ اليومية. السبب أن العملية تغيّر مسار الهضم وتجعل الجسم يمتص كميات أقل من الفيتامينات والمعادن، لذلك لا يمكن الاعتماد فقط على الطعام لتغطية الاحتياجات.

وتشمل عادةً المكملات الأساسية التي ينصح بها الأطباء ما يلي:

  • فيتامينات ومعادن شاملة: تُؤخذ يوميًا لتعويض النقص المحتمل.
  • الكالسيوم مع فيتامين D: بجرعات مدروسة حسب الحالة العامة والسن؛ لدعم العظام والعضلات.
  • الحديد: خصوصًا للنساء في سن الإنجاب لتجنّب الأنيميا.
  • فيتامين D3 إضافي: بجرعة يومية أو أسبوعية حسب وصف الطبيب، للحفاظ على قوة العظام والصحة العامة.
  • فيتامين B12: غالبًا يحتاج المريض إلى حقن عضلية كل 3 أشهر لأن الامتصاص يقل بعد العملية.

ينصح بتناول المكملات الموصوفة لكِ بانتظام وفق تعليمات الطبيب، مع الحرص على فصل أوقات تناول الكالسيوم عن الحديد لأنهما قد يؤثران في امتصاص بعضهما البعض، كما تُحدد الجرعات الدقيقة بناءً على حالتكِ وفحوصاتكِ الدورية؛ لضمان أفضل استفادة من العملية والحفاظ على صحتكِ وعظامكِ وطاقة الجسم.

في نهاية المطاف، يظل قرار الخضوع لعملية تحويل مسار المعدة قرارًا فرديًا يعتمد على عوامل صحية دقيقة مثل الوزن، والأمراض المصاحبة، والاستعداد لتغيير نمط الحياة بعد الجراحة. هذه العملية أثبتت فعاليتها في خفض الوزن وتحسين جودة الحياة، لكنها مثل أي إجراء طبي تحتاج إلى تقييم شامل يحدده خبير مختص.

في عيادات كلاريتي نضع بين يديكِ خبرة فريق طبي متكامل لمساعدتكِ على تحديد مدى ملاءمة هذه الجراحة لكِ، وتقديم الدعم اللازم قبل وبعد العملية لضمان أفضل النتائج بأمان واطمئنان. احجزي موعد استشارتكِ الآن.