02-11-2025
8
في رحلة البحث عن جسم متناسق وبطن مشدود، قد تختلط المشاعر بين الحيرة والخوف، وبين الأمل والخيبة بعد محاولات متكررة من الحمية والرياضة دون نتيجة تُذكر. كثيرون يظنون أن تراكم الدهون في منطقة البطن مجرد مظهر غير مرغوب، لكن الحقيقة أن الأمر أعقد من ذلك؛ فدهون البطن تُعد من أكثر أنواع الدهون مقاومة للحرق، وترتبط أحيانًا بعوامل هرمونية أو جينية يصعب التحكم بها. وهنا يأتي شفط دهون البطن كتقنية طبية متطورة، لا تهدف فقط إلى تحسين الشكل، بل إلى استعادة التوازن والثقة بالنفس. خطوة علمية دقيقة، تُعيد الأمل لمن ظن أن الحل بعيد المنال.
تُعدّ عملية شفط دهون البطن إحدى الإجراءات الجراحية الدقيقة التي تستهدف إزالة التجمعات الدهنية الموضعية التي تقاوم الحمية والرياضة، خاصة في منطقة البطن التي تُعدّ من أكثر المناطق صعوبة في الاستجابة لفقدان الدهون. تعتمد التقنية على إدخال أنبوباً رفيعاً عبر شق صغير في الجلد، والذي يستخدم لتفكيك الخلايا الدهنية وشفطها بجهاز الشفط بلطف دون الإضرار بالأنسجة المحيطة.
تُنفَّذ العملية تحت التخدير العام في أغلب الحالات، ويختلف زمن التعافي بحسب طبيعة الجسم وكمية الدهون المسحوبة، إلا أنه غالبًا يمتد بين أسبوعين إلى ستة أسابيع، مع ضرورة ارتداء المشد الطبي ودعم المنطقة لتقليل التورم وتسريع الالتئام.
لا يُعد شفط الدهون وسيلة لإنقاص الوزن، بل إجراء يهدف إلى تحسين التناسق ونحت شكل البطن عبر إزالة الدهون الزائدة دون التأثير في الجلد أو العضلات. لذا فهو يناسب الأشخاص ذوي الوزن المستقر وبشرة تتمتع بمرونة جيدة.
كما يمكن أن يُدمج هذا الإجراء مع عمليات نحت أخرى في مناطق، مثل الفخذين أو الجانبين لتحقيق تناسق أكبر في شكل القوام، ومع الالتزام بنمط حياة صحي بعد العملية، يمكن الحفاظ على النتائج لسنوات طويلة.
تبدأ نتائج عملية شفط دهون البطن بالظهور تدريجيًا بعد الأسابيع الأولى من الجراحة، إذ يبدأ التورم والكدمات بالانحسار عادةً بعد مرور أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، فتظهر ملامح التغيير الأولية في شكل البطن. ومع مرور الوقت، وبمرور عدة أسابيع، يصبح التحسن أوضح، ويلاحظ المريض تراجع الانتفاخ واستقرار شكل المنطقة المعالجة.
أما النتيجة النهائية فتحتاج إلى مزيد من الوقت لتتبلور بالكامل، إذ يستمر الجسم في التعافي وإعادة توزيع السوائل خلال الأشهر التالية. عادةً ما يكتمل نحت القوام النهائي خلال ثلاثة إلى ستة أشهر، وقد يمتد أحيانًا إلى عام كامل في بعض الحالات، تبعًا لطبيعة الجلد ومدى مرونته واستجابة الجسم لعملية الشفاء.
خلال هذه الفترة، يُعد التحلي بالصبر والالتزام بتعليمات الطبيب وارتداء المشد الطبي من العوامل الأساسية لضمان الحصول على أفضل النتائج واستقرار الشكل النهائي.
إن عودة الدهون بعد شفط دهون البطن ليست نتيجة حتمية، لكنها ممكنة إذا لم يُحافظ على نمط حياة متوازن بعد العملية. فالخلايا الدهنية التي أُزيلت خلال الشفط لا تتجدد، مما يعني أن الدهون لن تعود إلى نفس المنطقة بالشكل السابق، لكن الخلايا الدهنية المتبقية يمكن أن تتضخم في حال زيادة الوزن، كما يمكن للجسم أن يُخزّن دهونًا جديدة في مناطق أخرى غير مُعالجة.
إذا حافظ المريض على وزنه المستقر بعد الجراحة، تبقى النتائج ثابتة لسنوات طويلة، ويظل شكل البطن أكثر تناسقًا وانسيابية. أما في حال زيادة الوزن بشكل ملحوظ، كأن يزداد الوزن بنسبة تتجاوز 10% من الوزن الأصلي، فقد تتكوّن خلايا دهنية جديدة في مختلف أنحاء الجسم، بما في ذلك المناطق التي خضعت للشفط، وإن كانت بدرجة أقل من المناطق الأخرى.
لهذا السبب، يُنصح المرضى باتباع نظام غذائي متوازن وممارسة النشاط البدني بانتظام للحفاظ على النتائج، فعملية الشفط ليست وسيلة لإنقاص الوزن المستمر، بل إجراء لإعادة نحت القوام وتحديد ملامح الجسم، ويظل الحفاظ على الوزن الصحي هو الضمان الحقيقي لاستمرار النتائج الجمالية بعد العملية.
بالرغم من أن شفط دهون البطن يُعدّ إجراءً آمنًا وشائعًا عند إجرائه تحت إشراف طبيب وجرّاح تجميل مختص وضمن المعايير الجراحية الدقيقة، إلا أنه مثله كمثل أي عملية جراحية قد يترافق مع بعض المخاطر المحتملة التي يجب معرفتها بهدوء ووعي قبل اتخاذ القرار.
تظهر لدى المرضى تورّمات أو كدمات مؤقتة تمتد لعدة أسابيع، وقد تترافق مع تغيرات بسيطة في الإحساس بالمنطقة المعالجة، مثل التنميل أو الحساسية الزائدة، وغالبًا ما تزول تدريجيًا مع الوقت.
وفي بعض الحالات، قد يحدث تجمّع بسيط للسوائل تحت الجلد يُعالج بسهولة عن طريق تصريفها.
أما المضاعفات الجراحية الأكبر، مثل الالتهابات أو عدم تجانس سطح الجلد أو التفاعل مع التخدير فهي نادرة جدًا، وغالبًا ما يمكن الوقاية منها عبر اختيار طبيب ذي خبرة، والالتزام بالتعليمات قبل وبعد العملية. كما أن إجراء العملية ضمن مركز طبي مجهّز يقلّل بشكل كبير من احتمالية أي مضاعفات غير متوقعة.
تبقى عملية شفط دهون البطن إجراءً آمناً وفعّالاً عند اختيار الطبيب المناسب، والتخطيط الجيد، والمتابعة الدقيقة، مع فهم أن كل جسم يلتئم بطريقة مختلفة. الوعي بهذه التفاصيل لا يدعو للقلق، بل يمنح المريض الثقة لاتخاذ قرار مبني على معرفة وتوازن.
تتراوح تكلفة عملية شفط دهون البطن في السعودية لعام 2025 بشكل عام بين نحو 15,000 إلى 50,000 ريال سعودي، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الأرقام تقديرية وقد تختلف من عيادة إلى أخرى.
يعتمد تحديد السعر النهائي على عدة عوامل، من أهمها كمية الدهون التي يعاني منها المريض، وخبرة الجرّاح، وسمعة العيادة وتجهيزاتها الطبية، إضافةً إلى ما إذا كانت العملية ستُجرى منفردة أم ضمن إجراءات تجميلية أخرى مثل شدّ البطن أو نحت مناطق إضافية من الجسم.
كما قد تُقدّم بعض العيادات عروضًا أو باقات خاصة تشمل تكاليف التخدير، والمتابعة، والملابس الطبية، مما يجعل السعر الإجمالي متغيرًا بحسب الحالة الفردية لكل مريض.
لذلك يُنصح دائمًا بزيارة الطبيب المختص لتقييم الحالة بدقة وتحديد الخطة العلاجية المناسبة والتكلفة الدقيقة بناءً على احتياجات المريض ونتائجه المتوقعة.
تتنوع طرق شفط دهون البطن ما بين التقنيات التقليدية والحديثة باستخدام الموجات فوق الصوتية أو الليزر أو الأجهزة عالية التردد، ولكل منها آليته ومميزاته التي تناسب حالات معينة دون غيرها. ولأن الحديث عن هذه الأساليب يتطلب شرحًا تفصيليًا يتجاوز حدود هذه السطور، ندعوكم لمتابعة مقالتنا القادمة للتعرّف على أبرز أنواع شفط الدهون الحديثة، ومتى يُعدّ كل منها الخيار الأنسب لتحقيق النتيجة المثالية.