19-10-2025
48
حلقة صغيرة من السيليكون قد تغيّر حياة كاملة، تجعل المعدة أشبه بغرفة صغيرة لا تتسع إلا لكمية قليلة من الطعام. لكن أحيانًا، تتحول هذه الحلقة من وسيلة إنقاذ إلى سببٍ لمعاناة، ليصبح الحديث عن إزالة حلقة المعدة هو المرحلة الأهم في رحلة المريض نحو استعادة توازنه وصحته.
إزالة حلقة المعدة (Gastric Band Removal) هي إجراء جراحي يهدف إلى نزع الحلقة المصنوعة من السيليكون والتي وُضعت سابقًا حول الجزء العلوي من المعدة كإحدى وسائل علاج السمنة. هذه الحلقة تعمل أساسًا على تكوين جيب معدي صغير يجعل المريض يشعر بالشبع بسرعة، لكن مع مرور الوقت قد يفشل الإجراء في تحقيق النتائج المرجوة أو يتسبب في مضاعفات تستدعي إزالته.
تُجرى العملية عادةً تحت التخدير العام باستخدام الجراحة بالمنظار (Laparoscopy) عبر شقوق صغيرة في البطن، ما يقلل من فترة النقاهة والندوب ويتيح للمريض مغادرة المستشفى غالبًا في اليوم التالي للعملية.
وفي حالات قليلة قد يلجأ الجرّاح إلى الجراحة المفتوحة إذا كان هناك صعوبات تقنية أو وجود ندوب كثيفة من العملية السابقة.
رغم أن الهدف من تركيب الحلقة هو دعم المريض في رحلة فقدان الوزن، إلا أن هناك عوامل عديدة قد تجعل الاستمرار بها غير ممكن وتستدعي إزالتها نهائيًا. ومن أبرز الأسباب:
إزالة حلقة المعدة ليست قرارًا عشوائيًا، بل إجراء علاجي يُلجأ إليه عندما تتحول الحلقة من أداة مساعدة إلى مصدر أذى أو فشل وظيفي، ليُعيد للمريض صحته ويتيح خيارات بديلة أكثر أمانًا وفاعلية على المدى الطويل.
تُجرى العملية وفق خطوات دقيقة تهدف إلى تفكيك الجهاز وإعادة المعدة إلى وضعها الطبيعي، والتي تتمثل في:
تستغرق العملية عادة ما بين ساعة إلى ساعتين تحت التخدير، وغالبًا ما يُنصح المريض بالمبيت ليلة واحدة في المستشفى، مع إمكانية الاكتفاء باليوم نفسه في بعض الحالات البسيطة. تبدأ مرحلة التعافي تدريجيًا، إذ يمكن العودة إلى الأنشطة اليومية خلال فترة تتراوح من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بحسب استجابة كل مريض.
النظام الغذائي بعد العملية يمر بمراحل متدرجة تبدأ بالسوائل، ثم الأطعمة اللينة، قبل الوصول إلى النظام الغذائي الطبيعي. خلال هذه الفترة، يجب متابعة المريض بشكل دوري لمراجعة التئام الجروح، ومراقبة الوزن، والتأكد من سير التعافي بالشكل الأمثل، وقد يُنصح باستخدام مكملات غذائية مؤقتة حتى يستعيد الجسم توازنه الكامل.
تُعد إزالة حلقة المعدة إجراءً آمنًا في معظم الحالات، لكن مثل أي عملية جراحية قد ترافقها بعض المضاعفات البسيطة أو النادرة، والتي يختلف احتمال حدوثها من مريض لآخر بحسب حالته الصحية وتاريخه الطبي.
تشمل المخاطر قصيرة المدى (أثناء العملية أو بعدها مباشرة) ما يلي:
أما عن المخاطر طويلة المدى:
الجدير بالذكر أن هذه المخاطر عامة ومحدودة الحدوث، ويقيّمها الطبيب وفقًا لكل حالة على حدة مع اتخاذ الإجراءات الوقائية لتقليلها قدر الإمكان. لذلك، يبقى التواصل المباشر مع الجراح المختص خطوة أساسية لفهم التفاصيل والاطمئنان قبل اتخاذ القرار.
قد يحدث ذلك إذا لم يتبع المريض أسلوب حياة صحي أو لم يُستكمل العلاج بإجراء جراحي بديل. فالحلقة كانت تعمل كحاجز يساعد على الأكل بكميات أقل ويقلل من إحساس الجوع، ومع إزالتها قد يعود الجسم تدريجيًا للشهية المعتادة ويصبح التحكم في الوزن أكثر صعوبة.
لكن هذا لا يعني أن الطريق مغلق؛ فالكثير من المرضى يختارون إجراءات أخرى، مثل التكميم أو تحويل المسار لتأمين نتائج أكثر ثباتًا، بينما ينجح آخرون في الحفاظ على وزنهم من خلال المتابعة الغذائية وتغيير العادات اليومية. الأهم أن تكون الخطوة التالية مبنية على وعي، وأن تكون تحت إشراف فريق طبي يساعدكِ على اختيار الحل الأنسب لحالتكِ ويمنحكِ الدعم المطلوب لتفادي عودة السمنة.
قد تتغير اختياراتنا مع مرور الوقت، فما كان مناسبًا بالأمس قد يصبح اليوم عبئًا على صحتنا وحياتنا. وعندما تتحول الحلقة إلى سبب للألم أو الارتجاع أو خيبة الأمل في النتائج، يكون الحل الأمثل هو إزالة حلقة المعدة كخيار طبي آمن يعيد لكِ راحتكِ. المهم أن يُتخذ هذا القرار تحت إشراف فريق متخصص يرافقكِ بخطوات مدروسة ويضمن لكِ أعلى مستويات الأمان.
استشيري أطباء عيادات كلاريتي الآن لتكتشفي أفضل الخيارات الطبية لحالتكِ وتخططي لمرحلة جديدة بثقة واطمئنان.